رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

في مواجهة الاحتلال والاستيطان.. مصر تتحرك لحشد اعترافات دولية جماعية بدولة فلسطين

العلم الفلسطيني على
العلم الفلسطيني على أنقاض المنازل في قطاع غزة

وسط تحولات متسارعة يشهدها المشهد الدولي بشأن القضية الفلسطينية، تبرز القاهرة كفاعل محوري في الحراك السياسي الرامي لإعادة إحياء مسار حل الدولتين.

مصر تشارك في مؤتمر رفيع المستوى بالأمم المتحدة 

ففي ظل الزخم الذي أحدثه إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة، تشارك مصر بوزنها الدبلوماسي الكامل في مؤتمر دولي رفيع المستوى بنيويورك، يسعى إلى بلورة موقف دولي مشترك يدفع نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه المشاركة لتؤكد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية، وعلى رأسها دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، والتصدي لمحاولات التهجير والاستيطان، بالتوازي مع تحركات مصرية فاعلة على المستويات السياسية والإنسانية والأمنية في آنٍ واحد.

وأكد السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مشاركة الوزير بدر عبدالعاطي في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تمثل "فرصة تاريخية" لإعادة الزخم الدولي إلى مسار حل الدولتين، في توقيت بالغ الحساسية تشهده القضية.

مؤتمر برعاية فرنسية سعودية

ووصف السفير خلاف إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، بأنه "علامة فارقة" قد تمثل نقطة انطلاق لحراك دولي أوسع نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن المؤتمر، الذي يعقد برعاية مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، يهدف إلى إطلاق مسار عاجل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحشد الدعم الدولي لتجسيد حل الدولتين على أساس مرجعيات الشرعية الدولية وحدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

خمس رسائل رئيسية من القاهرة

أوضح السفير خلاف أن وزير الخارجية سيؤكد خلال كلمته في المؤتمر على ثوابت الموقف المصري من القضية الفلسطينية، والمتمثلة في:

  • دعم مصر الكامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية متكاملة.
  • رفض تهجير الفلسطينيين قسرًا من الضفة أو غزة، باعتباره مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.
  • التأكيد على أن حل الدولتين هو الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.
  • الإدانة القاطعة للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، لمخالفته اتفاقيات جنيف وكونه عقبة أساسية أمام السلام.
  • الدعوة لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، باعتباره ضرورة عملية وليست رمزية في مواجهة محاولات تصفية القضية.

تحركات مصرية دبلوماسية وأمنية وإنسانية

شدد المتحدث باسم الخارجية على أن الدبلوماسية المصرية تتحرك بفاعلية على الساحة الدولية لدعم الحقوق الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على ثلاثة مسارات متوازية في تعاملها مع القضية:

  • المسار السياسي عبر الحشد الدولي لحل الدولتين.
  • المسار الأمني من خلال التنسيق والوساطة لوقف إطلاق النار.
  • المسار الإنساني عبر المساعدات وإغاثة المدنيين.

القاهرة أدخلت 70% من مساعدات غزة قبل الإغلاق الإسرائيلي

وفي الشق الإنساني، أكد السفير خلاف أن مصر أدخلت نحو 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة قبل أن تغلق إسرائيل معبر رفح من جانبها في 19 يناير الماضي، وهو ما أدى إلى توقف كامل لإمدادات المساعدات.

واختتم بأن مصر تواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمهد الطريق أمام استئناف دخول المساعدات الإنسانية، مشددًا على أن السلام العادل يبدأ من احترام الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

تم نسخ الرابط