نداءات إنسانية لإنقاذ غزة من المجاعة: دعوات لوقف إطلاق النار وتسهيل الإغاثة

دعا عدد من المنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين من حرب التجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ 7 أكتوبر 2023.
الصليب الأحمر: ما يجري في غزة تجاوز كل الحدود القانونية والأخلاقية
أطلقت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبوليارك، نداءً عاجلاً للتحرك الفوري لإنهاء ما وصفته بـ"الكارثة الإنسانية" في قطاع غزة، محذّرة من أن "المدنيين يُقتلون يوميًا، والأطفال يموتون جوعًا".
وأكدت سبوليارك أن موظفي الصليب الأحمر أنفسهم يعانون من نقص في الغذاء والمياه، وشددت على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، والامتثال لاتفاقيات جنيف، ووقف نقل الأسلحة التي تُستخدم في انتهاك القانون الدولي الإنساني.
كما طالبت بالإفراج عن الأسرى، والسماح بزيارة المعتقلين الفلسطينيين، مؤكدة أن "إنقاذ ما يمكن إنقاذه لا يزال ممكنًا، لكنه يتطلب شجاعة سياسية واحترامًا لقوانين الحرب".
تحذيرات من الموت الجماعي
في سياق متصل، حذّرت المجموعة الدولية للأزمة من أن غزة تواجه خطر "الموت الجماعي" بسبب المجاعة، في ظل الحصار المتواصل وتعثر مفاوضات التهدئة.
وذكر تقرير صادر عن المجموعة أن المساعدات التي تدخل القطاع غير كافية، كما أن نظام التوزيع الحالي فشل في الوصول إلى الفئات الأكثر تضررًا. وطالبت المجموعة بفتح المعابر فورًا، وضمان وصول الإغاثة دون قيود، إضافة إلى وقف فوري لإطلاق النار، معتبرة أن "التأخير الدولي سيقود إلى كارثة لا رجعة فيها".
المنظمات الأممية: المجاعة أصبحت واقعًا قاتلًا في غزة
بحسب بيانات جديدة من وكالات أممية، لم تعد المجاعة في غزة تهديدًا، بل أصبحت واقعًا قاتلًا. فقد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع الأطفال بين 6 أشهر و5 سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات الذين زاروا عياداتها الأسبوع الماضي، يعانون من سوء التغذية.
من جهته، أكد برنامج الأغذية العالمي أن ثلث سكان القطاع لا يأكلون لأيام، مشيرًا إلى أن 90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة للعلاج العاجل بسبب تزايد معدلات سوء التغذية.
تجويع ممنهج وقتل للمدنيين أثناء انتظار المساعدات
قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة، مشيرة إلى أن المرضى والعاملين في القطاع الصحي يعانون الجوع أيضًا.
ووصفت أطباء بلا حدود ما يجري بأنه "مجاعة متعمدة" تقف وراءها السلطات الإسرائيلية، معتبرة أن "قتل وإصابة من يحاولون الحصول على المساعدات أمر لا يمكن قبوله".
وسجلت فرق المنظمة خلال أسبوع واحد نحو 600 حالة جديدة من الأطفال دون الخامسة في برامج الغذاء العلاجي، كما عالجت عشرات المصابين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال انتظارهم توزيع الطحين.
ووفق بيانات المنظمة، قُتل 46 شخصًا وأُصيب 122 آخرون في 20 يوليو أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية شمال غزة، فيما استُشهد موظف بالمنظمة في 3 يوليو في حادث مشابه بخان يونس.
إسرائيل توافق على استئناف المساعدات الجوية بالتنسيق مع الإمارات والأردن
رغم الكارثة المتفاقمة، أعلن مسؤول إسرائيلي اليوم الجمعة أن عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية جواً ستُستأنف قريبًا في غزة، بالتنسيق مع الإمارات والأردن.
وأكدت إذاعة جيش الاحتلال أن عملية الإنزال الجوي ستبدأ الجمعة، في خطوة قال مسؤول عسكري إنها جاءت للسماح بمساعدة المدنيين في ظل استمرار الحرب.