رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

مصر تدخل عصر السيارات الكهربائية.. "النصر" تعيد حلم التصنيع إلى الواقع

النصر للسيارات
النصر للسيارات

بعد عقود من التراجع، تعود مصر بقوة إلى مشهد تصنيع السيارات، مدفوعة برؤية حكومية واضحة، واستثمارات محلية ودولية، وعودة شركة "النصر" العريقة إلى خطوط الإنتاج، تزامنًا مع تطورات عالمية نحو الطاقة النظيفة. 

وقد بدأت مصر تصنيع أول سيارة كهربائية محليًا بنسبة مكون تتجاوز 50%، في شراكة استراتيجية مع كبرى الشركات الصينية، في تحولٍ يمتد لتعزيز المكون المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوسع في التصدير.

داخل مصانع شركة "النصر للسيارات" التابعة لوزارة قطاع الأعمال، يسير العمل على قدم وساق لتجميع أول دفعة من السيارات الكهربائية، حيث تم الانتهاء من تجميع الهياكل الخارجية لأربع سيارات، على أن تكتمل عملية الإنتاج خلال أسابيع قليلة، وسط إشراف فني من وفد صيني متخصص.

تستهدف "النصر" إنتاج 20 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، بمعدل 10 سيارات في الساعة، وتبدأ بخط إنتاج يضم موديلات متعددة، من بينها السيدان والسيارات الرياضية متعددة الاستخدام (SUV)، بنظامي تشغيل كهربائي وبنزين.

التحول الجذري في القطاع تدعمه استراتيجية حكومية واضحة، تشمل خمسة حوافز رئيسية، هي: تعظيم القيمة المضافة، زيادة الإنتاج الكمي، جذب استثمارات جديدة، مراعاة الالتزامات البيئية، وتنمية المناطق الصناعية ذات الأولوية. 

وتسير هذه المحاور بالتوازي مع خطة طويلة الأجل تستهدف رفع نسبة المكون المحلي إلى 60%، وتجاوز 400 ألف وحدة إنتاج سنويًا بحلول عام 2030.

وبحسب تقرير لوكالة "فيتش" العالمية، استحوذت مصر خلال عام 2024 على 28% من إجمالي الاستثمارات المرتبطة بصناعة السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متقدمة على المغرب. 

ومن بين أبرز المشاريع: شراكة "BAIC" الصينية مع شركة مصرية لإنتاج 20 ألف سيارة كهربائية سنويًا، وزيادة استثمارات "نيسان" لرفع إنتاجها إلى 30 ألف وحدة سنويًا.

وتراهن الدولة أيضًا على التصدير، حيث صدّرت "نيسان مصر" بالفعل 25 ألف سيارة في أقل من عامين ونصف، فيما تركز الاستراتيجية الجديدة على استغلال الموقع الجغرافي لمصر كبوابة للتصدير إلى إفريقيا والشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، تُجهّز مصر بنية تحتية داعمة للمركبات الكهربائية، تشمل إنشاء 3000 محطة شحن سريع خلال ثلاث سنوات، فضلًا عن دعم يصل إلى 50 ألف جنيه لأول 100 ألف سيارة كهربائية يتم شراؤها.

ولتعزيز تنافسية المنتج المحلي، تم تدشين مصنع الأتوبيسات في "النصر"، والذي يُنتج حاليًا أتوبيس "نصر سكاي" بنسبة مكون محلي تبلغ 60%، بالإضافة إلى إنتاج الميني باص المصري بالتعاون مع شركات يابانية.

ويرى خبراء الصناعة أن الخطوة الحقيقية نحو النجاح تكمن في استمرار دعم الحكومة، والتوسع في توطين صناعة المكونات، وتقديم حوافز قوية للمستثمرين، ما يجعل من مصر مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات، قادرًا على المنافسة عالميًا.

مشروع تصنيع السيارات في مصر لم يعد مجرد حلم مؤجل، بل واقع يتشكل بخطى محسوبة في مصانع "النصر". 

وبدعم حكومي واستثمارات استراتيجية، تدخل مصر عصر السيارات الكهربائية، متطلعة إلى ريادة إقليمية واقتصاد أكثر اعتمادًا على الإنتاج المحلي والتكنولوجيا النظيفة.

تم نسخ الرابط