رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

نيويورك تايمز: شكوك وتفاصيل مفقودة وراء خطاب ترامب الحاد تجاه روسيا

ترامب
ترامب

رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أصبح أكثر حدة تجاه روسيا، ينطوي على شكوك وتفاصيل مفقودة.

وذكرت الصحيفة - في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، يقولون إن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد، بينما شكك خبراء في تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على شركاء روسيا التجاريين.

وقالت الصحيفة إن خطة الرئيس ترامب الجديدة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتهديده المتزامن بفرض عقوبات قاسية على الشركاء التجاريين لروسيا، تعكس تحولا جذريا في موقفه من الحرب، لكن مقترحاته تُبقي تفاصيل رئيسية غامضة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أوضح - في حديثه إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في البيت الأبيض الليلة الماضية - أن أنظمة “باتريوت” للدفاع الجوي وأسلحة أخرى ستُنقل "بسرعة" إلى أوكرانيا، التي هي في أمس الحاجة إلى المزيد من الأسلحة.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستبيع هذه الأسلحة إلى الدول الأوروبية، التي ستشحنها إلى أوكرانيا أو ستستخدمها لاستبدال الأسلحة التي ترسلها إلى الدولة من مخزوناتها الحالية، غير أن مسؤولين في البنتاجون قالوا لاحقا إن العديد من التفاصيل لا تزال قيد الإعداد.

وبحسب الصحيفة، شكك خبراء في مصداقية تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين إذا لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوما.

وقالت النيويورك تايمز إن حجم التجارة المتبادلة بين الصين وروسيا - والذي تبلغ نحو 250 مليار دولار سنويا، بما في ذلك واردات نفطية ضخمة - يعني أن تنفيذ التهديد سيدفع ترامب إلى مواجهة مع بكين.. ورأى محللون أنه من غير المرجح أن يخاطر ترامب بتجدد المواجهة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشأن أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة، قال المحللون إن ترامب يشتهر بتحديد مواعيد نهائية لا ينفذها، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتخذ إجراء إذا انتهت مهلة الـ 50 يوما التي حددها لبوتين.

وذكرت الصحيفة أن كلمات ترامب لاقت ترحيبا في أوكرانيا ومناصريها في واشنطن، الذين كانوا يخشون قبل بضعة أشهر فقط أن يكون الرئيس الأمريكي مستعدا للتخلي عن أوكرانيا، وقالت الصحيفة إن النهج الخاص بإرسال المزيد من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا، الذي تبناه قادة الناتو ووافق عليه ترامب الأسبوع الماضي، يُظهر كيف نجح روته وزملاؤه في "فك شفرة" ترامب وإيجاد طريقة للعمل بشكل مثمر مع الرئيس الأمريكي.. فخلال ولايته الأولى، انتقد ترامب حلف الناتو بشكل متكرر، بل وفكر في انسحاب الولايات المتحدة من التحالف العسكري.

وأوضحت الصحيفة أنه على غرار صفقة المعادن النادرة التي أبرمتها واشنطن مع كييف في إبريل الماضي، فإن الخطة التي أعلنها ترامب الليلة الماضية تنسجم مع طبيعته التجارية، وتعِد بأرباح غير متوقعة للولايات المتحدة من شراء أوروبا للأسلحة الأمريكية.. كما أنها تحمي رئيسا طالما شكك في عمليات نقل الأسلحة والأموال العديدة التي قامت بها إدارة سلفه جو بايدن إلى أوكرانيا من اتهامات بتغيير مساره وإنفاق المزيد من الأموال على الحرب.

ويرى محللون أن حجم مخزونات الأسلحة الحالية في أوروبا والولايات المتحدة يحد مما يمكن إرساله إلى أوكرانيا في المستقبل القريب.. ويمكن لأوروبا - التي تُعتبر قاعدتها الصناعية الدفاعية أصغر بكثير من أمريكا - طلب أسلحة جديدة، لكن هذه الشحنات قد لا تصل قبل أشهر أو سنوات.

وقال المحللون إن تهديدات ترامب الاقتصادية اتصفت كذلك بالغموض، بما في ذلك مدى معقوليتها.

ففي حين أعلن ترامب استعداده لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على كل من روسيا وشركائها التجاريين بعد 50 يوما إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الرسوم الجمركية المباشرة على الواردات الأمريكية من روسيا لن يكون لها أي تأثير يُذكر على الاقتصاد الروسي.

ووفقا للصحيفة، أشار المحللون إلى أنه قد يكون لتهديد ترامب بفرض رسوم جمركية "ثانوية" على أي دولة تتعامل تجاريا مع روسيا تأثير أكبر بكثير، لا سيما فيما يتعلق بقطاع الطاقة الروسي.. فقد صمد الاقتصاد الروسي أمام العقوبات القاسية بفضل استمرار صادراته من النفط والغاز إلى دول غير خاضعة لنظام العقوبات الذي يقوده الغرب.

تم نسخ الرابط