رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

كواليس اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

نتنياهو وخامنئي وترامب
نتنياهو وخامنئي وترامب

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة له تعمل على اعتراض صواريخ أُطلقت من الأراضي الإيرانية، داعيًا السكان في مناطق محددة إلى دخول الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر.

12 يومًا من التصعيد العسكري

جاء الإعلان عن الاتفاق بعد 12 يومًا من الضربات المتبادلة بين الجانبين، بدأت بهجوم إسرائيلي على منشآت إيرانية، بزعم اقتراب طهران من تطوير سلاح نووي. 

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسط شخصيًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، عبر مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إيران تلوّح بالرد

في المقابل، ورغم تصريحات مسؤول إيراني أكد فيها موافقة طهران على وقف إطلاق النار، شدد وزير الخارجية عباس عراقجي على أن لا تهدئة ممكنة ما دامت إسرائيل تواصل اعتداءاتها، وهو ما يعكس ارتباكًا واضحًا في الموقف الرسمي الإيراني.

كواليس الاتفاق

كشفت تقارير إعلامية أمريكية ودولية تفاصيل الساعات التي سبقت الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث أشارت إلى أن جهود ترامب انطلقت بشكل جدي يوم 12 يونيو، عقب الغارات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية. 

وفيما رفضت طهران في البداية الدخول في مفاوضات قبل "الرد الانتقامي"، نقلت قطر رسائل إيرانية للإدارة الأمريكية تضمّنت نية طهران توجيه ضربات "محدودة ومحسوبة" على قاعدة العديد في قطر، كمخرج من الأزمة.

وفي أعقاب الضربة الإيرانية، أبلغت طهران البيت الأبيض، عبر الوسيط القطري، بعدم نيتها تنفيذ أي هجمات إضافية، لترد واشنطن برسالة مماثلة، تمهد الطريق لاستئناف المحادثات، وفق ما نقلته "وول ستريت جورنال".

مكالمة ترامب - نتنياهو تحسم التهدئة

وفي مساء الإثنين 23 يونيو، اتصل ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي وأبلغه برغبته في إنهاء الحرب، ليوافق نتنياهو شريطة توقف إيران عن إطلاق الصواريخ. 

وبالتوازي، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا بنظيره الإسرائيلي أبلغه فيه بتفاصيل الموقف الأمريكي.

دور قطر الحاسم في التوصل إلى الاتفاق

ذكرت شبكة "سي إن إن" أن ترامب أبلغ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأنه تم إقناع إسرائيل بقبول التهدئة، وطلب من الأمير إقناع الإيرانيين. 

وشارك في التنسيق أيضًا نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الذي تواصل مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. 

وقد نجحت جهود الوساطة القطرية في تأمين موافقة طهران على المقترح، لتُعلن التهدئة رسميًا عبر منشور من ترامب على منصة "تروث سوشيال".

مستقبل الاتفاق ومصير البرنامج النووي الإيراني

رغم الإعلان عن الاتفاق، تبقى العديد من الأسئلة عالقة بشأن مدى صموده بين طرفين لطالما تقاتلا عبر حروب "الظل". 

وفق وكالة "رويترز"، لا تزال الشروط التفصيلية للاتفاق غير واضحة، ولا يعرف ما إذا كانت تشمل ترتيبات بشأن برنامج إيران النووي أو مصير منشآت مثل "فوردو" و"نطنز" التي تعرضت لقصف عنيف.

ويرى محللون أن منشور ترامب المقتضب لم يجب عن الأسئلة الجوهرية، خاصة ما إذا كانت واشنطن وطهران مستعدتين لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة.

ترامب يواجه ضغوط الداخل

يمثل قرار ترامب بقصف منشآت إيرانية نووية تحولًا كبيرًا في نهجه الذي تعهد فيه بعدم التورط في حروب خارجية. وإذا نجح في تهدئة الصراع، فقد يتمكن من استعادة زمام المبادرة داخليًا، خاصة في ظل الانتقادات التي يواجهها من الكونجرس.

لكن لا يزال الملف الإيراني يفرض نفسه، وسط تساؤلات عن مصير اليورانيوم عالي التخصيب في إيران، ومستقبل برنامجها الصاروخي، والمخاطر الإقليمية إذا انهار الاتفاق مجددًا.

تحذيرات من انفجار جديد

ورغم التوصل إلى الاتفاق، فإن محللين سياسيين حذروا من هشاشة التهدئة، وسط غياب ضمانات واضحة، خاصة في ظل تصاعد الشكوك حول نوايا طهران. 

وأكد المفاوض السابق في الشرق الأوسط، دنيس روس، أن نجاح الاتفاق مرهون بوجود استراتيجية لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، مشيرًا إلى أن "التهدئة الحالية قد تكون مجرد هدنة مؤقتة إذا لم تتبعها مفاوضات جادة ومضمونة النتائج".

تم نسخ الرابط