رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

تلميح أم مصادفة؟.. ملابس زيلينسكي تُثير الجدل في بريطانيا وتستحضر ذكريات ترامب

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

في مشهد بدا عاديًا في ظاهره، لكنه فُسّر سياسيًا بطرق غير تقليدية، خطف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الأنظار خلال زيارته الرسمية إلى بريطانيا، ليس بتصريحاته أو مطالبه العسكرية، بل بملابسه خلال لقائه الملك تشارلز الثالث داخل أروقة قلعة وندسور.

صحف بريطانية مرموقة مثل إندبندنت ومترو وإكسبرس لم تغفل هذا التفصيل، فقد اختار زيلينسكي، الذي اعتاد الظهور بالزي العسكري منذ اندلاع الحرب، أن يرتدي هذه المرة ملابس مدنية سوداء بالكامل دون أي شارات أو رُتب، وهو ما اعتبره البعض رسالة خفية، ليس فقط للملك البريطاني، بل وربما للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أيضًا.

لماذا ترامب حاضر في المشهد؟

اللافت أن وسائل الإعلام البريطانية التي غطت اللقاء، ربطت هذه الإطلالة غير المتوقعة لزيلينسكي بما حدث في لقاء سابق جمعه بترامب في البيت الأبيض. 

ففي ذلك اللقاء الذي أثار جدلًا واسعًا مطلع العام، انتقد ترامب علنًا ارتداء زيلينسكي الزي العسكري، وعلّق ساخرًا: "إنه في كامل أناقته اليوم"، في إشارة إلى عدم ارتدائه بدلة رسمية.

الصحفي الأمريكي براين غلين، من شبكة "صوت أمريكا الحقيقي"، وجّه سؤالًا محرجًا لزيلينسكي آنذاك: "لماذا لا ترتدي بدلة رسمية؟ هل هذا احترام لأمريكا؟"، ليرد زيلينسكي بحدة: "سأرتدي بدلة عندما تنتهي هذه الحرب... ربما شيئًا مثل ما ترتديه أنت، وربما أفضل، أو حتى أرخص".

رسائل خفية وراء الأسود

هذا الحوار الحاد ظل حاضرًا في خلفية التغطية البريطانية، وكأن ارتداء زيلينسكي ملابس مدنية سوداء خلال لقائه الملك تشارلز كان بمثابة رد غير مباشر على تعليقات ترامب السابقة، أو رسالة رمزية تعبّر عن موقفه تجاهه.

لم تكن هذه الإطلالة السوداء أمرًا عابرًا، فالرئيس الأوكراني لم يظهر بها خلال زياراته السابقة لقادة أوروبيين أو خلال مشاركته في قمم الناتو، بل حافظ دائمًا على زيه العسكري، خاصة أمام المسؤولين الأمريكيين أو في زياراته لجبهات القتال.

وجاء هذا التغيير في الزي في لحظة دقيقة سياسيًا، مع لقاء ملك بريطانيا الجديد، وكأنه إعلان رمزي بأن زيلينسكي يدخل فصلًا جديدًا، أو يلمّح لموقف مختلف تجاه من انتقدوه سابقًا، وعلى رأسهم ترامب.

صحيفة مترو البريطانية فسّرت الأمر بأنه لم يكن مجرد خيار شخصي، بل يحمل دلالات ضمنية، وربما رسالة موجهة مباشرة إلى ترامب، في ظل التوتر المتصاعد وغير المُعلن بين الطرفين حول ملف الدعم الأمريكي لكييف.

شجار قديم يعود إلى الواجهة

ولم تفوّت وسائل الإعلام فرصة استدعاء المواجهة السابقة التي وقعت في المكتب البيضاوي بين زيلينسكي وترامب قبل أشهر، حيث نشب خلاف علني بينهما حول الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، وأبدى ترامب تشككه في استمرار هذا الدعم، بينما أصر زيلينسكي على ضرورة التزام واشنطن بدعم بلاده.

وختم ترامب سخريته من مظهر زيلينسكي قائلًا: "هل أنت في عرض عسكري أم لقاء دبلوماسي؟"، وهو ما زاد حدة التوتر بين الجانبين، وظل حاضرًا في أذهان الإعلاميين والمحللين عند قراءة سلوك وتصريحات الرئيس الأوكراني اليوم.

تم نسخ الرابط