لأول ومرة.. ترامب يعترف: التمويل الأمريكي لسد النهضة كان "غبياً"

في تصريح مفاجئ ومثير للجدل، انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ما وصفه بـ"التمويل الغبي" من قبل الولايات المتحدة لبناء سد النهضة الإثيوبي، معتبراً أنه تسبب في تقليص كبير لتدفق المياه إلى نهر النيل، ومهددًا باستقرار العلاقة بين مصر وإثيوبيا.
وجاءت تصريحات ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، حيث أعاد التذكير بعدد من المبادرات التي قال إنه لعب دورًا حاسماً فيها للحفاظ على السلام في مناطق النزاع، منتقدًا تجاهله المتكرر من قبل لجان جائزة نوبل للسلام.
تمويل الولايات المتحدة لسد النهضة
وقال ترامب: "لن أحصل على نوبل للسلام للحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا (بسبب سد ضخم بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل)".
وأضاف: "يسعدني أن أبلغكم أنني رتبت، بالتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو، معاهدة رائعة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وسيوقع ممثلون من البلدين على الوثائق في واشنطن قريبًا، إنه يوم عظيم لإفريقيا، وللعالم".
وأكد ترامب أنه رغم تدخله في أزمات كبرى، مثل النزاع بين الهند وباكستان، والتطبيع بين صربيا وكوسوفو، وتوقيع اتفاقيات إبراهام بين دول عربية وإسرائيل، فإنه لا يتوقع نيل جائزة نوبل "مهما فعل"، على حد وصفه.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يلمّح فيها مسؤول أمريكي رفيع – حالي أو سابق – إلى تورط واشنطن في تمويل سد النهضة، وهي نقطة خلافية لطالما أثارت قلقاً في القاهرة، خصوصًا في ظل غياب اتفاق نهائي وملزم بشأن ملء وتشغيل السد بين مصر وإثيوبيا.
كان ترامب قد تبنّى نهجًا داعمًا للموقف المصري خلال فترة رئاسته، وسعى لوساطة أمريكية عام 2020 لتوقيع اتفاق ثلاثي بشأن السد، وهو ما رفضته إثيوبيا في اللحظات الأخيرة، ما دفع ترامب وقتها لتحذيرها من "غضب مصري محتمل".
ويأتي التصريح الجديد في وقت يتجدد فيه الجدل حول مستقبل الوساطة الدولية في قضية السد، ودور الولايات المتحدة خلال إداراتها المتعاقبة، لا سيما مع استمرار الجمود في المفاوضات الثلاثية بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم.