عشرته حرام.. سيدة تشتكي للقاضي «جوزي من بخله حرمني من اللحوم سنتين»
في ركن هادئ داخل محكمة الأسرة، جلست سيدة ثلاثينية ترتدي ملابس بسيطه وتحمل في عينيها وجع سنوات، لم تأتى لتشتكي ضرب زوجها لها أو خيانته لها مع سيدة أخري، بل جاءت تطالب بحق أولادها في وجبة طعام لم تعد تدخل بيتهم منذ عامين كاملين.
أم لطفلين تطالب بنفقة داخل محكمة الأسرة بسبب بخل زوجها
وقفت السيدة أمام القاضي والدموع تسبق كلماتها، تروي قصة حرمان استمر لسنوات، لا بسبب الفقر أو ضيق الحال، بل بسبب زوجها الذي اختار التقشف رغم أن ظروفه تسمح أن ينفق عليها وأطفالها.
بصوت حزين قالت: "مش طالبة لحمة كل يوم، بس عايزين نعيش زي الناس.. بقالي سنتين بسمع إن اللحمة رفاهية، وأنا شايفة ولادي بيبكوا من الحرمان".
وأضافت السيدة "ن.ع" وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، في دعواها أن زوجها لا يعطيها أموال لشراء اللحوم والدواجن، ويكتفي بتقديم العدس والفول لأطفالهما، رغم أنه يعمل في وظيفة مرموقة ويتقاضى راتب كبير.
وأوضحت الزوجة، أن زوجها لا يعاني من ضائقة مالية كما يدعي، لكنه يدخر أمواله لنفسه، بينما يدفع أسرته إلى حياة التقشف والحرمان، لدرجة أنها اضطرت للاستدانة من شقيقتها أكثر من مرة كي توفر ما يسد رمق أطفالها.
وتابعت الزوجة بحزن بالغ أمام المحكمة: "أنا مش طالبة منه يشتري كافيار ولا جمبري، بس ناكل لحمة زي باقي الناس، هو بيخرج ياكل بره ويرجع يقولنا كلوا فول وعدس.. ولادي فقدوا أبسط حقوقهم في الأكل، وأنا اتكسرت كل ما سمعت صوتهم بيعيطوا علشان جعانين".
وروت الأم للمحكمة أن حياتها تحولت إلى مسلسل يومي من المحايلة والديون، بعد أن أصبح زوجها يرفض الإنفاق على الطعام بشكل طبيعي، رغم توفر الإمكانيات، مكتفيًا بمبررات عن الغلاء وضرورة التوفير.
وأكدت الأم في دعواها أن الأطفال تأثروا نفسيًا من هذا الحرمان، وأصبحوا يشعرون بالدونية بين أقرانهم، خاصة حين يشاهدون زملاءهم يتناولون أطعمة لا يسمح لهم بها في بيتهم.
وقالت الزوجة إن صبرها نفد، وإنها لم تعد قادرة على احتمال هذا الوضع أكثر، مشيرة إلى أنها قبلت كثيرا من أجل الحفاظ على بيتها، لكن صراخ الأطفال من الجوع أجبرها على الوقوف أمام المحكمة.
واختمت الزوجة حديثها بانكسار قائلة: "لو عليا أنا اتحملت، لكن ولادي ملهمش ذنب.. جايه أطلب نفقة أكل.. بس مش أكل عادي.. أكل يخليهم يحسوا إنهم بني آدمين زينا زي الناس".