مشاورات مصرية ألمانية بالقاهرة لبحث أزمات المنطقة والتصعيد الإسرائيلي ضد إيران

أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مشاورات سياسية موسعة مع نظيره الألماني "يوهان فاديفول"، خلال زيارته للقاهرة، يوم الجمعة 13 يونيو، وذلك للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى بشأن التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، وفي مقدمتها التصعيد العسكري في المنطقة.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي أكد خلال المباحثات على عمق العلاقات المصرية الألمانية، مشيرًا إلى الاتصال الهاتفي الذي جرى مؤخرًا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والذي عكس اهتمام القيادتين بتطوير التعاون المشترك.

وأكد الوزير عبد العاطي أهمية الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، في ضوء الإصلاحات الاقتصادية الجارية في مصر، والتي تُعد محفزًا قويًا لجذب الاستثمارات الألمانية، لا سيما مع وجود أكثر من 1600 شركة ألمانية عاملة في السوق المصرية.

كما أعرب عن تطلع مصر لتوسيع التعاون مع ألمانيا في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتدريب المهني، وانتقال العمالة، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، إلى جانب تعزيز التعاون الثلاثي في إفريقيا من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.

وفي الشأن الإقليمي، حذر الوزير عبد العاطي من خطورة التصعيد العسكري الإسرائيلي تجاه إيران، واصفًا إياه بـ"التطور المقلق الذي يُهدد الاستقرار الإقليمي والدولي"، ومؤكدًا أن الحلول العسكرية لا تمثل مخرجًا حقيقيًا لأزمات المنطقة.

كما استعرض الوزير جهود مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية للقطاع، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، وأهمية تحرك الاتحاد الأوروبي لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة، ودعم المسار السياسي نحو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وتطرقت المشاورات كذلك إلى الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والقرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر، حيث عرض الوزير عبد العاطي محددات السياسة الخارجية المصرية القائمة على دعم مؤسسات الدولة الوطنية، واحترام السيادة ووحدة الأراضي، والالتزام بالحلول السياسية والدبلوماسية في معالجة الأزمات.