طوارئ في الأحزاب استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة

مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأهم في المشهد السياسي المصري، رفعت الأحزاب السياسية حالة الطوارئ داخل مقارها المركزية والفرعية، استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في معركة تبدو هذه المرة مختلفة في أدواتها، وشكل التحالفات، وطموحات الكيانات الحزبية نحو تمثيل أكثر تأثيرًا تحت قبة البرلمان.

وفي هذا الإطار، بدأت الأحزاب الكبرى في ترتيب أوراقها، وانتقاء مرشحيها بعناية، والبحث عن الكوادر القادرة على تحقيق المعادلة الصعبة: الجمع بين القبول الجماهيري والكفاءة السياسية، بما يضمن الفوز بعدد أكبر من المقاعد، والمشاركة الفعالة في صياغة المستقبل التشريعي لمصر.

حماة الوطن: كوادر حزبية مدرّبة

قال النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، إن الحزب استقبل عددًا كبيرًا من طلبات الترشح من الكوادر الحزبية على مستوى الجمهورية، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في كوادر الحزب وقدرتها على تمثيل المواطنين بكفاءة واقتدار.

وأوضح شلبي أن حزب حماة الوطن يضم نخبة من الكوادر المؤهلة لخوض الانتخابات، قادرة على تقديم تجربة سياسية جديدة تلبي طموحات المواطنين، مشيرًا إلى أن الحزب استثمر وقتًا وجهدًا كبيرين في إعداد أعضائه وتدريبهم على المهارات السياسية والتشريعية، لضمان جاهزيتهم لتحمّل المسؤوليات البرلمانية بشقيها التشريعي والرقابي.

وأضاف أن الرهان الحقيقي في الانتخابات المقبلة سيكون على الكوادر الحزبية التي تضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر، مؤكدًا أن الاستثمار في العنصر البشري هو الاستثمار الأهم لضمان استقرار النظام الديمقراطي المصري، وتشكيل برلمان قادر على التصدي لتحديات المرحلة.

مراجعة شاملة للأداء السابق

من جانبه، أعلن الكاتب الصحفي معتز الشناوي، المتحدث الرسمي باسم حزب العدل، أن الحزب يخوض معركته الانتخابية المقبلة بروح جماعية، في إطار تحالف "الطريق الديمقراطي" الذي يضم إلى جانبه كلًّا من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الإصلاح والتنمية.

وأكد الشناوي أن الحزب بدأ بالفعل في تشكيل لجان تقييم الأداء البرلماني السابق، وتحليل احتياجات المواطنين في مختلف الدوائر، لرسم برنامج انتخابي واقعي يعالج قضايا المواطن، من العدالة الاجتماعية، ودعم الصحة والتعليم، إلى تحفيز الاقتصاد وتحسين البنية التحتية.

وشدد على أن الحزب يضع نصب عينيه ضرورة الدفع بمرشحين من أصحاب النزاهة والكفاءة والخبرة، القادرين على خوض المعركة الانتخابية بشرف، وتمثيل هموم الناس بصدق، بما يعيد الثقة في العمل الحزبي، ويقدّم نموذجًا ديمقراطيًا جديرًا بالتأييد.

العربي الناصري: لجنة لاختيار الأكفأ

أما الحزب العربي الناصري، فقد كشف رئيسه الدكتور محمد أبو العلا، عن تشكيل لجنة مركزية خاصة لاختيار مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن الاختيار سيعتمد على معايير صارمة تضمن الالتزام بمبادئ الحزب وثوابته الوطنية، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية.

وأشار أبو العلا إلى أن الحزب سيخوض المعركة الانتخابية ضمن إطار "تحالف الأحزاب المصرية"، الذي يضم 42 حزبًا سياسيًا، لتقديم قائمة وطنية موحدة تعكس روح التنسيق والتكامل بين القوى السياسية.

وأبرز رئيس الحزب العربي الناصري التزام الحزب بتمكين الشباب في قوائم المرشحين، إيمانًا بدور الأجيال الجديدة في تجديد الحياة السياسية، مضيفًا أن الحزب سيواصل دوره كقوة داعمة لاستقرار الدولة، مدركًا أن تحقيق الإصلاح يتطلب الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره.