رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

إسرائيل على صفيح ساخن.. تسجيل مسرّب يفضح حسابات نتنياهو السياسية

رئيس وزارء إسرائيل
رئيس وزارء إسرائيل

في توقيت سياسي حساس، بثت قناة إسرائيلية خاصة تسجيلاً صوتياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحدث فيه بصراحة نادرة عن الأسباب الحقيقية وراء إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

التسريب الذي تم خلال لقاء مغلق مع أحد كبار الحاخامات الحريديم، كشف أن الإقالات لم تكن بسبب اعتبارات أمنية أو إخفاقات عسكرية، بل جاءت نتيجة ضغوط دينية لتمرير قانون يعفي اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية.

تضحية بالجنرالات.. لإنقاذ الحكومة

"عندما يكون وزير الدفاع ورئيس الأركان ضدك، لا يمكنك التقدم".. بهذه العبارة المدوية برّر نتنياهو قراره بالإطاحة بقيادات أمنية في ذروة الحرب، مؤكدا أنه أزال هذه "العقبات" من طريقه لتمهيد تمرير قانون الإعفاء، والذي تعتبره الأحزاب الدينية شرطاً لاستمرار دعمها للائتلاف الحكومي.

جاء اللقاء المسرب قبل التصويت على الميزانية في مارس الماضي، في لحظة كان فيها الحريديم يهددون بإسقاط الحكومة إن لم تُنفذ مطالبهم.

أزمة تجنيد الحريديم: قنبلة سياسية موقوتة

الجدل حول تجنيد الحريديم في إسرائيل ليس وليد اليوم. لعقود، تمتعوا بإعفاءات بحجة الدراسة الدينية، لكن قرار المحكمة العليا في يونيو 2024 قلب المعادلة، حين قضت بإلزامهم بالخدمة وحرمان المؤسسات الرافضة للتجنيد من التمويل، ومنذ ذلك الحين، تشهد إسرائيل موجات احتجاجية متصاعدة، وصلت إلى اشتباكات مع الشرطة، في ظل رفض الحريديم الامتثال للقرار القضائي.

الحاخامات يقلبون الطاولة

بالتزامن مع التسريب، أفادت تقارير بأن عدداً من كبار الحاخامات أصدروا تعليمات مباشرة بالانسحاب من حكومة نتنياهو، احتجاجاً على تباطؤ تمرير قانون الإعفاء.

صحيفة "هآرتس" نقلت عن مصادر داخل التيار الديني أن أحد الحاخامات طالب حزبه بدعم حل الكنيست، وهو ما قد يعجل بسقوط الحكومة.

معركة التجنيد تفجر انقسامات داخل الائتلاف

الشرخ داخل الائتلاف بات واضحاً، فبينما تسعى أحزاب دينية مثل "شاس" و"يهدوت هتوراه" لتمرير قانون الإعفاء بأي ثمن، تخشى أطراف أخرى من رد الفعل الشعبي والسياسي، خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة وتصاعد الانتقادات الداخلية

المعارضة: نتنياهو رهينة المتطرفين

في أوساط المعارضة، وُصف التسريب بأنه "دليل إضافي على أن رئيس الحكومة بات أسير ابتزاز ديني وسياسي". وقال نواب في الكنيست إن نتنياهو "يفكك مؤسسات الدولة ويقيل القادة العسكريين خدمةً لحسابات بقائه السياسي، لا لحساب مصلحة إسرائيل".

مصير غامض لحكومة مأزومة

في ظل هذا الانكشاف، تتعاظم احتمالات انهيار الحكومة، خاصة وأن قانون التجنيد بات بمثابة المعركة الأخيرة في عمر ائتلاف تتنازعه تناقضات داخلية وانقسامات أيديولوجية. ومع كل يوم يمر دون حل، تزداد احتمالات الذهاب إلى انتخابات مبكرة، قد تغيّر خريطة الحكم في إسرائيل.

تم نسخ الرابط