أول تعليق من معهد الفلك على سقوط المسبار الروسي

أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن فريقا من العلماء والباحثين يتابع بشكل مستمر مسار، المركبة الفضائية الروسية (COSMOS 482 DESCENT CRAFT) وتطورات دخولها إلى الغلاف الجوي المتوقع سقوطها على سطح الأرض صباح غد السبت، في إطار الرصد العلمي الدقيق والاستعداد لأي مستجدات قد تطرأ على موقع السقوط المحتمل.
وقال القائم بأعمال رئيس المعهد الدكتور طه رابح، إن موقع السقوط يتم تحديثه بشكل دوري وفقا للبيانات الفلكية الجديدة، مشيرا إلى أن التحديثات ستنشر أولا بأول عبر الصفحة الرسمية للمعهد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف رابح، أنه وفقًا لآخر تحديث، فإن الموقع المحتمل لسقوط المركبة حتى الآن يقع في شمال المحيط الأطلسي، على أن يتم إصدار تحديث جديد للموقع المتوقع في تمام الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وأهاب بمتابعة الصفحة الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة والمحدثة من مصادرها العلمية الموثوقة.
وأوضح أنه من المتوقع أن تبدأ نافذة السقوط المحتملة للمركبة من الساعة الواحدة صباحًا حتى الساعة الحادية عشرة صباحًا (بالتوقيت العالمي)، مع هامش خطأ يقدَّر بنحو أربع ساعات، بينما تشير التقديرات الحالية إلى أن الموعد الأكثر ترجيحًا للاصطدام سيكون في تمام الساعة الخامسة و49 دقيقة صباحًا بالتوقيت العالمي.
وأشار إلى أن هذا الاصطدام يصنف ضمن الحالات الخطيرة نظرا لطبيعة المركبة وحجمها، فقد تم إطلاق هذه المركبة الفضائية من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1972 ضمن مهمة طموحة للهبوط على كوكب الزهرة بغرض إجراء قياسات علمية لتربة الكوكب، إلا أن عطلاً في نظام الدفع حال دون استكمال رحلتها إلى وجهتها. وبسبب ذلك العطل، لم تتمكن المركبة من تشغيل محركاتها والوصول إلى سرعة الانتقال المدارية نحو كوكب الزهرة، ما أدى إلى بقائها عالقة في مدار منخفض حول الأرض.
وتابع: منذ ذلك الحين، يعتقد أن المركبة قد انفصلت إلى أربع قطع، حيث تحللت قطعتان منها خلال 48 ساعة من الإطلاق وخرجتا من المدار، في حين بقيت قطعتان في المدار الأعلى، يعتقد أنهما مسبار الهبوط ووحدة المحرك العلوي المنفصل.
وأكد أن التصميم الصلب للكبسولة الفضائية، والمعد لتحمل الظروف القاسية للغلاف الجوي لكوكب الزهرة، يجعلها أكثر احتمالا للبقاء ككتلة واحدة عند دخولها الغلاف الجوي للأرض، لاسيما وأن الكبسولة تزن نحو 500 كيلوجرام.
ونوه الى أنه وفقا لتلك الحسابات الفلكية، فإن الشكل المرفق الصادر عن المعهد يوضح المسار الأرضي المتوقع لسقوط المركبة، حيث تشير التقديرات إلى أن الموقع المحتمل للاصطدام سيكون عند دائرة عرض 18 درجة و21 دقيقة و39.96 ثانية شمالًا، وخط طول 59 درجة و53 دقيقة و14.64 ثانية غربًا، وهو موقع يقع في نطاق جغرافي يستدعي المتابعة الدقيقة والاستعداد تحسبًا لأي تأثير محتمل.