رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

حركة مسلحة انطلقت من الجبال وانتهت على مداخل البحر الأحمر

شعار "الموت لأمريكا" يتحول إلى واقع.. ما الذي يخطط له الحوثيون؟

الحوثيون
الحوثيون

في لحظة اشتعلت فيها المنطقة بتصعيد غير مسبوق، وجّه مسئول  بجماعة الحوثي اليمنية تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، مؤكدة أن الرد على الهجمات الأمريكية ضد إيران "مسألة وقت فقط"، لتأتي  التصريحات التي أطلقتها الجماعة من صنعاء، بعد ساعات من ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية داخل إيران.

ويستعرض موقع تفصيلة في التقرير التالي: "من هم الحوثيون الذين يجرؤون على تهديد أقوى جيش في العالم؟ ومن أين جاءت هذه الحركة التي باتت اليوم رقماً صعبًا في معادلة الإقليم؟".

من الجبال إلى الواجهة الدولية

الحوثيون  أو جماعة أنصار الله كما يطلقون على أنفسهم  حركة دينية سياسية وعسكرية وُلدت في صعدة شمالي اليمن، في واحدة من أفقر المناطق وأقلها حظًا من التنمية، لكنها الأغنى تاريخيًا بالمذهب الزيدي الشيعي، وهو مذهب فريد يقترب فقهيًا من السنة أكثر من الشيعة الإمامية في إيران.

بدايات الجماعة كانت فكرية وثقافية في أوائل التسعينيات، تحت اسم "الشباب المؤمن"، كرد فعل على ما اعتبروه تهميشًا سياسيًا واقتصاديًا لمناطقهم، قبل أن تتحول الحركة تدريجيًا إلى كيان عسكري بعد اندلاع أولى المواجهات مع القوات الحكومية اليمنية عام 2004.

الزعيم المؤسس حسين بدر الدين الحوثي قُتل في أولى هذه المواجهات، ليتسلم القيادة أخوه عبد الملك الحوثي الذي لا يزال يقود الجماعة حتى اليوم.

صراع الداخل

شهدت الحركة صعودا غير مسبوق مع انهيار سلطة الدولة اليمنية في 2014، حين سيطرت ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء ومعظم الشمال اليمني، وأطاحت بحكومة عبد ربه منصور هادي، ما دفع التحالف العربي بقيادة السعودية إلى إطلاق عملية "عاصفة الحزم" في محاولة لوقف تمددهم.

ومع الحرب، تحوّل الحوثيون من جماعة متمردة محلية إلى قوة إقليمية مدعومة من إيران، وفق تقارير غربية وخليجية، ومنذ ذلك الحين بدأوا باستهداف عمق السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، قبل أن يوسعوا عملياتهم لضرب السفن في البحر الأحمر وخليج عدن  والطرق الحيوية لتجارة العالم، بحجة دعم فلسطين في حرب غزة.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، كثّف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قصف مواقعهم في اليمن، الأمر الذي لم يمنع الجماعة من الاستمرار في تهديد السفن وحتى القوات الأمريكية نفسها.

رغم الحرب الطويلة، لا يزال يرفع الحوثيون حتى اليوم شعارهم المثير للجدل: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، مستوحى من شعارات الثورة الإيرانية عام 1979.

لكن طموحهم لم يعد يقتصر على اليمن فقط، بل أن  هجماتهم البحرية رسخت موقعهم كقوة عسكرية فاعلة في الأمن الإقليمي، جعلت منهم لاعبًا غير متوقع في صراع الكبار بين واشنطن وطهران، وهو ما يفسر تهديدهم الأخير الذي لم يستثنِ حتى الجيش الأمريكي نفسه.

حركة عقائدية أم أداة إيرانية؟

الجدل لا يزال قائمًا: هل الحوثيون حركة يمنية نابعة من مظالم الداخل أم مجرد ذراع إيراني في خاصرة الخليج؟، بينما تؤكد الجماعة أنها تدافع عن اليمنيين، تقول واشنطن والغرب  إن إيران هي من سلّحت ودربت ودعمت الجماعة لتكون ورقة ضغط ضد خصومها، لكن المؤكد أن الحوثيين اليوم  صاروا لاعبًا إقليميًا قادرًا على تهديد ممرات التجارة العالمية

تم نسخ الرابط